لطالما شكل العمل التطوعي في الكويت علامة فارقة في حياة أهل الكويت والمقيمين على أرضها، كقوة ناعمة في المجتمع واضحة وجلية داخل البلاد وخارجها، ما أسبغ سمعة طيبة على الكويت في كل مجالات العمل التطوعي التي تساهم في تنمية المجتمع وتقدمه.
ويعد العمل التطوعي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، وعلامة بارزة في وجدان أهل الكويت وشبابها، ومدرسة لنهج متأصل بقيم العطاء والخير أسسها الآباء والأجداد وخلدتها الأيام على مر التاريخ، حيث عرفت دولة الكويت بحرصها على تدعيم هذا المجال انطلاقا من كونها (مركزا للعمل الانساني) لتحقق من خلال جمعياتها التطوعية نجاحات داخلية وخارجية.
واستشعارا بأهمية العمل التطوعي، انطلقت فكرة إنشاء الجمعية، حيث شهد العام 1991 بزوغ فجر الجمعية الكويتية النسائية للتنمية المجتمعية، على يد الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح، بغية رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والوعي السياسي للمرأة الكويتية، انطلاقا من الإمكانات المتاحة لتأهيل المرأة وتدريبها لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع الكويتي.
ومنذ انطلاقتها، تعمل الجمعية على خدمة نساء الكويت وتنمية مهاراتهم وقدراتهم ودعم دورهم من خلال العديد من البرامج والأنشطة، والمساهمة في نشر الوعي بكل القضايا المتعلقة بالمرأة، وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً للمساهمة بدورها الفاعل في مجالات التنمية الشاملة.
وتولي الجمعية كل عنايتها وجهودها من أجل نشر ثقافة التطوع وتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية، وتشجيع المرأة الكويتية على الانخراط في مجالات العمل التطوعي، وترسيخ الانتماء والولاء للوطن والعمل على نشر الوعي بحقوقها القانونية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن التوعية الدينية والثقافية والصحية، والتي تصب في النهاية لخدمة الأسرة الكويتية.
وتأكيدا على حرص الجمعية لدعم الأمهات العاملات، أنشئت حضانة نموذجية لاستقبال الأطفال لتكون البديل عن أحضان الأم، ومع الوقت بارك الله الجهود التي بذلت فتطورت وتحولت الى مدرسة ثنائية اللغة غير ربحية ورسوم تكاد تكون رمزية في العام 1997 باسم الشهيدة أسرارِ القنبدي، بهدف خلق بيئة تعليمية محفزة وصحية لإعداد الطلبة لمواكبة التغير السريع في العالم إلى جانب غرس القيم الأساسية في نفوس الطلبة، لتخريج أجيال شابة قادرة على تحمل أمانة العلم والمعرفة والانتماء والولاء للوطن.
وحققت المدرسة نجاحا ملحوظا ويشار لها بالبنان، إذ حصلت مؤخرا على الاعتماد الأكاديمي من اتحاد تقدم التعليم العالمي (AAIE) التي تعمل على تعزيز القيادة المدرسية النموذجية والممارسات التعليمية الفعالة والمبتكرة القائمة على الأبحاث يضاف الى الاعتمادات الأكاديمية السابقة التي حصلت عليها المدرسة ويكون رافدا هاما لتهيئة المناخ العلمي والتربوي للتفوق والتميز.
كما تحرص الجمعية على دعم الأسر المنتجة، فنظمت الأسواق الخيرية لإتاحة الفرصة لصاحبات المشاريع الصغيرة لعرض منتجاتها، ودعم المشروعات الشبابية الصغيرة وفتح قنوات لتسويق منتجاتهم، وتشجيع المنتج الوطني وإحياء وتأصيل الموروثات وإعادة تقديمها في شكل جديد للمجتمع.
ويوما بعد يوم تحصد الجمعية ثمار جهودها لخدمة ورفعة أهل الكويت الحبيبة.
Copyright © 2023 WVACD All Rights Reserved. Developed by Chrisans Web Solutions